عقيدة الوصية عقيدة الصحابة ولم يبتكرها إبن سبأ كما أوهموك...(1)
كاتب الموضوع
رسالة
نهج الحق Admin
المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 08/12/2019
موضوع: عقيدة الوصية عقيدة الصحابة ولم يبتكرها إبن سبأ كما أوهموك...(1) الإثنين ديسمبر 30, 2019 11:59 am
طالما نسمع ويتكرر على مسامعنا دعوى يطرحها خصوم الشيعة حول من هي تلك الشخصية التي أسست مذهب الإمامية وشيدت معالمه وأركانه؟؟ يرى بعض خصوم الشيعة أن بذرة التشيع غرسها رجل يهودي دخل الإسلام ليهدم الاسلام من الداخل وهذا الرجل هو مؤسس التشيع هذا ما يقوله هؤلاء أما الشيعة أعلى الله برهانهم فيرون أن مذهبهم هو نبات أنبته رسول الله(ص)ونماه أمير المؤمنين وتعهده بقية العتره بالسقي والإنماء فالشيعة هم أتباع أهل البيت ع وهي مدرسة عريقة تأخذ دينها أصولا وفروعا من أهل بيت العصمة والطهاره عليهم السلام ويرون أن ما ينسبه الإتجاه الآخر أو بعض الإتجاه الآخر أن مؤسس التشيع هو عبد الله بن سبأ غير صحيح إطلاقا ولا شأن للتشيع بهذا الرجل بل الشيعة أنفسهم اختلفوا حول وجود هذا الرجل فذهب بعض الشيعة وبعض المنصفين من أهل السنة الى أن إبن سبأ هذا شخصية وهمية اصطنعها خصوم الشيعة للنيل من التشيع ويرى آخرون أن هذا الشخص موجود لكنهم يتبرؤون منه ويلعنونه و لايقيمون له وزنا و قد نسبت كتب الفرق والمقالات والتاريخ لهذا الرجل مجموعة من العقائد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولم يعرف لهذا الرجل كتاب فقهي ولم يؤثر عنه رأي في الفقه ولم ينقل أنه درس على يد أستاذ ولا كان له تلاميذ فلا نعلم من آراءه الا أنه كان يعتقد ألوهية علي ع وأنه وصي رسول الله وأن عليا ع هو دابة الأرض ولا ندري كيف تنسب فرقة من المسلمين الى شخص ويقال أن هذا هو مؤسسها ولا نعرف آراءه إن من جملة العقائد التي نسبت لهذا الرجل أنه يعتقد أن عليا ع وصي رسول الله(ص) وأن الشيعة الإمامية أخذت هذه العقيدة منه فهل هذه الفكرة صحيحة وسليمة أم إنها جناية على الحقيقة؟؟
إن الحق الذي لا مرية فيه أن رسول الله(ص)قد نصب عليا ع إماما وهذا أمر ثابت بنص الكتاب العزيز والسنة المطهرة الواردة في كتب الفريقين وما يقال خلاف ذلك غير صحيح وقد أثبت الشيخان البخاري ومسلم أن الإعتقاد بأن عليا ع وصي رسول الله كان يعتقده مجموعة من الصحابة
روى البخاري في صحيحه حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال ذكروا عند عائشة أن عليا رضي الله عنهما كان وصيا فقالت متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري أوقالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات فمتى أوصى إليه.
والسؤال هنا: من هم هؤلاء الذين ذكروا عند عائشة أن عليا ع كان وصيا؟ دلونا يا مسلمين و بينوا لنا من هم هؤلاء؟ هل هم عبد الله بن سبأ ومن تأثر به جاءوا لعائشة وأخبروها بذلك؟ فهذا بعيد جدا فهل إن عائشة تلتق بمثل هؤلاء الناس وتستمع لكلامهم سيما وهم المتهمون بقتل عثمان و قد كان ابن سبأ يهوديا فأسلم و لم يدخل الايمان في قلبه كما يقولون فهل شخص مثل هذا يلتق بعائشة و يسألها؟؟
أم ان الصحابة ذكروا مقالة إبن سبأ لعائشة؟
إذا كان كذلك فانا نقول:
أولا/ إن دعوى أن الصحابة قد نقلوا كلام عبد الله بن سبأ هي دعوى لا دليل عليها ولا برهان فان عائشة عاصرت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان والامام علي ع وابن سبأ ظهر في خلافة عثمان وهو من تسبب بقتله بناءا على ما يتبناه القوم فنقول هنا: القول بان هذه الحادثة حدثت في زمن عثمان- ذكروا عند عائشة أن عليا وصي- أو بعد ذلك هي دعوى وكل دعوى تحتاج الى دليل فدلونا على دليل يثبت أن هذه الحادثة حدثت وعبد الله بن سبأ موجود فاننا نحتمل ايضا ان هذه الدعوى حدثت في زمن ابي بكر أو عمر وهنا لم يسلم إبن سبأ بعد حتى يقال ان الصحابة نقلوا كلامه
وبعبارة أخرى: إذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال فالذي يزعم ان هذا الكلام هو كلام ابن سبأ ويورد هذا الاحتمال فانا نقول له كما أنه يحتمل أن يكون هذا واقعا في زمن عثمان وهي الفتره التي أسلم فيها ابن سبأ فكذلك يحتمل أيضا أن تقع قبل ذلك في زمن أبي بكر وعمر فما هو الدليل على أن هذه الحادثة حدثت في زمن عثمان أو علي ع في الفترة التي أسلم فيها إبن سبأ؟؟
ثم يقال : لو سلمنا جدلا ان هذا الحادثة حدثت في زمن عثمان أو الامام علي ع في وقت كان ابن سبأ قد أسلم فيه فما هو الدليل على أنه كلامه هو المنقول لعائشة؟؟
ثانيا / إن أهل السنة يدعون أن رسول الله(ص)لم يوص فاذا كان النبي لم يوص فحتما جميع الصحابة يعلمون أن عليا ليس بوصي فلماذا إذا ينقل الصحابة كلاما واضح البطلان لعائشة ، فمقتضى علمهم أن رسول الله(ص)لم يوص موجب لهم أن لا يسألوا أصلا فجواب هذا السؤال مفروغ منه عندهم فما وجه أن يسألوها أأوصى رسول الله أم لا؟؟ والملاحظ في الحديث أن عائشة لم ترم القائل بأنه يهودي أو كافر خارج عن الملة كما يفعل القوم اليوم .
وقد اعترف أحد علماء كبار أهل السنة وهو الشوكاني في كتابه الفتح الرباني ص 977 بان الصحابة هم من ذكروا عند عائشة أن عليا ع وصي ووصف علمائهم بالتعنت والتعصب لانهم يرون أن قول الشيعة أن عليا وصي لرسول الله من خرافات الشيعة ، يقول الشوكاني أعلم أن جماعة من المتعصبين على الشيعة عدوا قولهم أن عليا - عليه السلام - وصي لرسول الله من خرافاتهم، وهذا إفراط وتعنت يأباه الإنصاف، وكيف يكون الأمير كذلك وقد قال بذلك جماعة من الصحابة كما ثبت في الصحيحين أن جماعة على ذكروا عند عائشة أن عليا وصي، وكما ثبت في غيرهما. واشتهر الخلاف بينهم في المسألة، وسارت به الركبان، ولعلهم تلقنوا قول عائشة في أوائل الطلب، وكبر في صدورهم حتى ظنوه مكتوبا في اللوح المحفوظ، وسدوا آذاكم عن سماع ما عداه، وجعلوه كالدليل القاطع، وهكذا فليكن الإعتساف والتنكب عن مسالك الإنصاف)
و أما تحليل كلام عائشة ومناقشة ما قالته فهذا ما سنقف عنده في الحلقة القادمة وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
عقيدة الوصية عقيدة الصحابة ولم يبتكرها إبن سبأ كما أوهموك...(1)
موضوع: عقيدة الوصية عقيدة الصحابة ولم يبتكرها إبن سبأ كما أوهموك...(1) 
أعلم أن جماعة من المتعصبين على الشيعة عدوا قولهم أن عليا - عليه السلام - وصي لرسول الله من خرافاتهم، وهذا إفراط وتعنت يأباه الإنصاف، وكيف يكون الأمير كذلك وقد قال بذلك جماعة من الصحابة كما ثبت في الصحيحين أن جماعة على ذكروا عند عائشة أن عليا وصي، وكما ثبت في غيرهما. واشتهر الخلاف بينهم في المسألة، وسارت به الركبان، ولعلهم تلقنوا قول عائشة في أوائل الطلب، وكبر في صدورهم حتى ظنوه مكتوبا في اللوح المحفوظ، وسدوا آذاكم عن سماع ما عداه، وجعلوه كالدليل القاطع، وهكذا فليكن الإعتساف والتنكب عن مسالك الإنصاف)
