وقفة مع خطبة أمير المؤمنين علي ع من بنت أبي جهل....3

Admin المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 08/12/2019

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خاتم الخلق أجمعين محمد وعلى عترته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين وبعد....
مازال الكلام حول قصة خطبة الامام علي ع من بنت أبي جهل المختلقة, اكملنا الكلام في الحلقة الأولى عن سند القصة و بعدها انتقلنا الى المتن ومازال الكلام حول متن الرواية وقدمنا خمسة مناقشات للمتن وهنا أحببنا أن نضيف وجها سادسا للوجوه السابقة
فنقول: إن في هذه القصة حطا من مكانة علي ع وفاطمة ع و عثمان بن عفان الذي يعتبره القوم خليفة رسول الله(ص)
أما الإساءة للزهراء ع والحط من مكانتها فان ذلك واضح بادنى التفات فلماذا ياترى تتأذى سيدة نساء العالمين من قيام زوجها بعمل مشروع أقره الله في كتابه وأبوها رسول الله(ص)فأين هو إيمانها وثباتها؟
ولماذا لا تكون مثال المرأة المؤمنة الراضية بشرع الله؟
ولماذا لا يكون شأنها شأن أي إمرأة تواجه قضية كهذه؟
والأعجب من ذلك أن رسول الله(ص)يخشى على ابنته من الإنحراف الذي عبرت عنه الرواية بأنه صلى الله عليه وآله يخشى عليها أن تفتتن في دينها؟؟

أنظروا كيف يسيئون للزهراء ع ويبرزونها بصورة المرأة التي تعترض على أحكام الله تعالى ولا ترضى بها لدرجة أنه من الممكن أن تنحرف لو تزوج علي ع بنت أبي جهل!!!
إذا كانت سيدة نساء العالمين يمكن أن تفتن في دينها فما بالك بمن هن دونها من نساء العالمين؟؟
بل إن كل النساء اللاتي يكفرن بسبب تزوج أزواجهن معذورات!!

تذكر الرواية:[عَنْ مِسْوَرٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ، إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ: «حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي]

أقول: إختلف الناس هاهنا في رقية وأم كلثوم و زينب هل هن بنات النبي أم ربائبه؟
ذهب بعضهم إلى أنهن ربائب بينما ذهب آخرون إلى أنهن بنات رسول الله(ص)من خديجة ولا نريد الآن الخوض في تفصيل ذلك ولكننا نقول لو سلمنا جدلا أنهن بنات النبي
تقول الرواية أن رسول الله(ص)ذكر صهرا له من بني عبد الشمس وهذا الصهر هو أبو العاص بن الربيع الذي هو زوج زينب بنت رسول الله(ص)وهذا الرجل لم يسلم فقام النبي بالتفريق بينه وبين ابنته زينب فذكر النبي(ص)صهره هذا الذي كان مشركا وأثنى عليه وذكر إحسانه لزينب بنت رسول الله(ص)فالنبي(ص)مدح هذا المشرك و المسور أموي الهوى فمن الطبيعي أن يمتدح بني أمية على لسان النبي فانه يقول أن النبي قال في أبو العاص بن الربيع أنه كان صادقا ووفيا في وعده
تذكر روابة أخرى أن عليا ع خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله(ص)فلما سمعت بذلك فاطمة ع أتت النبي فقالت له إن قومك يتحدثون انك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكحا ابنت أبي جهل؟

نحن نسئل من هم هؤلاء القوم الذين يتحدثون عن النبي بهذا الكلام؟ أهم كفار قريش؟ أم الصحابة؟

إن كانوا كفار قريش فلا قيمة لكلامهم حتى تذكره الزهراء ع للنبي وتحتج به على النبي؟؟
أما إذا كان المتحدثون هم الصحابة فلا يمكن لأي مسلم أن يلمز النبي ويطعن فيه بأي طعن والزهراء ع أسمى من أن تخاطب النبي بهكذا خطاب والزهراء ع كما تقول هذه الرواية كانت مصدقة لكلامهم أي إن بنات النبي يظلمن والنبي(ص)لا يتدخل ولا يحرك ساكنا وبنات النبي اللاتي تزوجن هن ثلاث وهن زينب وزوجها العاص بن الربيع وهذا كما قلنا مدحه الحديث بانه كان محسنا وصادقا ووفيا بوعده للنبي فالعاص ليس مقصودا بذلك والزهراء ع هاهنا تشير الى حوادث سابقة كان بنات النبي يظلمن فيها والنبي لا يفعل شيئا فليس حديثها عن هذه الحادثةفيكون المقصود هو عثمان بن عفان فإنه من أصهار النبي(ص)وهو زوج ابنته رقية فهذا الرجل كان يؤذي بنت رسول الله(ص)ورسول الله(ص)لا يفعل شيئا فهل يقبل المخالفون ذلك في حق عثمان بن عفان؟؟
الى هنا ينتهي الكلام حول حول متن هذه القصة
يبقى الكلام حول هذه القصة المفتراة في كتب الشيعة الإمامية أعلى الله برهانهم فهل لهذه القصة وجود في كتب الشيعة؟؟ وماهو موقف الشيعة منها؟؟

والجواب: أن هناك رواية ربما يستدل بها على ذلك وهذا ما سنناقشة في الحلقة القادمة و نشير الى بعض كلمات علماء الإمامية أعلى الله برهانهم في ذلك , الى هنا ينتهي بحثنا هذا وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين