لماذا لم يذكر إسم علي ع في القرآن الكريم؟

لماذا لم يذكر إسم علي ع في القرآن الكريم؟؟

قالوا: لماذا لم يذكر إسم أمير المؤمنين ع في القرآن الكريم لينتهي بذلك الخلاف بين المسلمين ويؤمن الجميع بإمامته، فإن الله تعالى لم يذكر إسم علي ع في القرآن وهذا دليل على عدم إمامته؟؟

قلنا: والجواب عن هذه الشبهة هو أن يقال:

أولا/ من قال لكم إن وضوح الأمر في القرآن الكريم قاطع للخلاف فإنا لانسلم بذلك
فإنك ترى كثيرا من الأمور الفقهية والعقدية ذكرها القرآن الكريم صراحة منذ 1400 سنة والى الآن مازال المسلمون مختلفين فيها ، أنظروا إلى الوضوء مثلا أليست آية الوضوء واضحة جلية ورغم ذلك المسلمون إلى الآن مختلفون في وضوءهم فهذا يمسح وذاك يغسل وهذا من المرافق وذاك إلى المرافق وهكذا
أنظروا إلى التوحيد هل تناول القرآن الكريم موضوعا أكثر منه؟ أهناك ماهو أوضح منه ورغم ذلك مازال المسلمون مختلفون فيما بينهم يكفر بعضهم بعضا من أجل التوحيد فهذا يجسم وذاك يشبه والآخر يعطل، فمما تقدم يتضح لنا أنه حتى لو ذكر إسم علي ع في القرآن الكريم صراحة فهذا لايعني بالضرورة أن الجميع سوف يؤمنون بإمامته وأن النزاع سينقطع بمجرد ذكر إسمه فشأن ذكر إسمه سيكون شأن أي حقيقة قرآنية إختلف فيها المسلمون رغم وضوحها

2- ليت أصحاب هذه الشبهة يدلونا على وجه الملازمة بين عدم ذكر إسم علي ع في القرآن الكريم وبيان عدم إمامته؟؟
فمن أين جئتم بهذه الملازمة، أقال لكم الله تعالى أن الشخص لايكون إماما أو نبيا مالم يذكر إسمه في كتابه؟؟
أم قال لكم الرسول أن الإمام يجب أن يذكر إسمه في القرآن الكريم
إن هؤلاء الناس يفرضون على الله تعالى طريقا للإيمان به وكأنهم يريدون أن يقولوا لله تعالى: لن نؤمن بإمامة علي ع إلا إذا ذكرت لنا إسمه في القرآن الكريم!!

3- يكفي صاحب البصيرة أن يبحث في الكتاب والسنة ليجد أن عليا ع إمام فإن في الكتاب العزيز آيات لا مصداق لها إلا علي وبنوه كآية الولاية وأولي الأمر  والتطهير وغيرها فإن القرآن الكريم قد إستخدم أسلوب الكناية والتلويح وهو أبلغ من التصريح كما يقول علماء البلاغة  مضافا إلى نص الرسول الأكرم على إمامة علي ع في مواطن شتى كحديث الغدير والمنزلة ونحوها وقول النبي لاشك أنه حجة بصريح القرآن الكريموَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ)
ورسول الله(ص)قد نص على إمامة أمير المؤمنين ع فيكفي ذلك في إثبات إمامته

4- يقول إبن تيمية في مجموع الفتاوى ج28 ص 390:(أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ; بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها)

اقول:  لماذا لم يذكر الله تعالى في كتابه الكريم أحكام أعظم واجبات الدين؟؟
لماذا لم يبين الله تعالى في كتابه ولا رسوله الكريم في سنته شروط الإمام عند أهل السنة ولا كيف تتحقق الإمامة في حين بين ماهو أدنى مرتبة من أعظم واجبات الدين؟؟
لقد بين النبي حتى أحكام دخول التواليت فلماذا بينها ولم يبين كيفية إختيار الإمام،فمن يأت ويشكل على الشيعة بأن إسم علي ع لم يذكر في القرآن الكريم نقول لم يذكر الله أحكام حكم أعظم واجبات الدين!!

5- إن أعداء علي ع يلتمسون كل الحيل والطرق الخسيسة لإبعاد الإمامة عنه فحتى لو ذكر إسمه صريحا لما آمنوا به ألم يقل النبيأنا مدينة العلم وعلي بابها)؟؟
لقد فسر بعض أعداء علي ع عليا الواردة في الحديث بأنها صفة للباب فيكون معنى الحديثأنا مدينة العلم وبابها عالٍ) فقالوا إن عليا ع صفة وليست إسم علم يراد به علي بن أبي طالب ع.



6- إن الجواب الصحيح عن هذا الإشكال هو ما أجاب به الإمام الصادق(ع)
روى الشيخ الكليني في كتابه الكافي بسند معتبر- الرواية طويلة ننقل منها موضع الشاهد فقط-
عن أبي بصير : فقلت له- أي للإمام الصادق ع- فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يسم عليا وأهل بيته (عليهم السلام) في كتاب الله عزوجل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا، حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم. ونزلت عليه الزكاةولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم، حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم. ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا أسبوعا حتى كانرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي فسر ذلك لهم. ونزلت (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ونزلت في علي والحسن والحسين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي: من كنت مولاه، فعلي مولاه.

إن القرآن الكريم يثبت الأصل ويبين النظرية والنبي هو من يبين المصداق فالله تعالى بين الإمامة في كتابه العزيز وجاء النبي ونصب الأئمة ع