عدالة الصحابة في الميزان...(1)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الخلق أجمعين محمد وعلى عترته الطيبين الطاهرين والعن الدائم الأبدي على أعدائهم أجمعين وبعد...
بالأمس اعترض احد الاخوة الافاضل من أهل السنة على نقد الشيعة للصحابة فأحببت أن أكتب هذه السلسله التي أرجوا الله تعالى أن يوفقني في اكمالها ونشرها وبيان الحق الذي هو غايتنا فيها حول الصحابة.
سوف نتناول اليوم المبرر الذي يدعوا الشيعة لنقد الصحابة لان البعض اعترض على نقدنا لهم
قالوا: الطعن في الصحابة هو طعن في الدين وإبطال للدين ذلك أن القرآن حق و ما جاء به الرسول حق و قد أدى ذلك كله الصحابة فالطعن في هؤلاء النقلة هو طعن في الدين وإبطال للملة.
والجواب هو أن يقال:
۱- إن الغاية التي تدفعنا للبحث في أحوال الصحابة هي نفس الغاية التي دعت أهل السنة للبحث في أحوال الرواة
فليست الغاية هي الطعن والتنقيص بل هي التثبت في أمر هؤلاء النقلة
فانا لو سألنا أهل السنه عن السبب الذي يدعوهم الى نقد رواة السنن والمسانيد أليس هذا نبش للقبور؟؟
هؤلاء قوم ماتوا وبيننا وبينهم مئات السنين فلماذا غمزهم ولمزهم وابراز مساوئهم وصرف وقت كثير وجهد كبير
وتأليف عشرات بل ربما مئات الكتب للحكم عليهم بأن هذا صدوق وذاك كذاب وهذا صالح وهذا ليس بشيء وهكذا؟؟
سيقولون: انا نعلم علما إجماليا بوجود كذبه لا يتورعون عن الكذب على النبي ووضع الأحاديث وهذا العلم يقتضي علينا الفحص والتثبت في أحوال هؤلاء الرواة لاحتمال انطباق عنوان الكذب على كل واحد منهم فيتوجب حينئذ علينا البحث لتمييز الصادق من الكاذب ولا طريق لذلك الا بالبحث في سير هؤلاء الرواة فنأخذ عن الصادق ونعرف الكاذب ونترك الأخذ بحديثه أليس هذا هو الذي يدعوكم الى جرح الرواة؟؟
نحن نفعل نفس الشيء لكن الخلاف بيننا وبينكم هو أنكم استثنيتم الصحابة من هذا الميزان واجريتموه على من جاء بعدهم وأما نحن فاجرينا هذا الميزان على الجميع على الصحابة وغير الصحابة لان الصحابة أيضا رواة فيشملهم ما يشمل غيرهم .
فالغاية إذا هي التعرف على الصالحين منهم لنأخذ ما نقلوه عن رسول الله ونعرف الطالحين فنتركهم وما نقلوه عن النبي
فلو قام الرجل المسلم بهذا العبء وتحمل الصعاب فهل عليه لوم؟؟
فليس من الصحيح ان يتهم عالم يريد البحث والتثبت في أمور الدين ويرمى بالزندقة؟
وأنه يريد جرح شهود المسلمين لابطال الكتاب والسنة؟؟
ولا يضر الطعن والتنقيص بجماعة من الصحابه الطالحين والطعن فيهم لايضر فان أمر الدين ليس منحصرا بهؤلاء الطالحين حتى يلزم من الطعن فيهم توهين الدين والشريعة؟؟
٢-اننا نقول إن الشيعة أنار الله برهانهم لا يطعنون بجميع الصحابة كما يحاول أصحاب الشبهة أن يصور ذلك فهو يريد القول بما ان الشيعة يطعنون بجميع الصحابة والدين نقله الصحابة فحينئذ يبطل الدين وتبطل الشريعة وهذا غير صحيح
مضافا الى أننا نأخذ ديننا عن العترة الطاهرة الذين أمرنا رسول الله(ص)بالأخذ منهم فأي بطلان للدين والشريعة فيما لو جرح جمع من الصحابة حينئذ وهل علينا أن نأخذ الدين من كل من هب ودب بحجة أن جرح البعض يوهن الدين ويزلزل أركانه ماهكذا تورد يا سعد الإبل؟؟
٣-لو قبلنا هذا المعيار أو الاستحسان الذي وضعه أهل السنة لمنع نقد الصحابة فانا نقول: لماذا الاقتصار على الصحابة وتعديلهم هم فقط؟؟
فان التابعين وتابعي التابعين هم ناقلون للدين عن الصحابة فيلزم تعديلهم أيضا والطعن فيهم وجرحهم طعن في الدين
فلماذا تخصيص الصحابة وتعديلهم بهذا الدليل؟
بل يشمل هذا الكلام علماء المسلمين على مر العصور لان هؤلاء أيضا نقلوا الدين عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين فيلزم تعديل جميع الأمة
موضوع: عدالة الصحابة في الميزان....(1) 