بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الخلق أجمعين محمد وعلى عترته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم الأبدي على أعدائهم أجمعين....
فهذه سلسلة حلقات أحببت كتابتها ردا على من صداع آذاننا بدعوى أن دين الشيعة ناقص
فأقول:
يدعي أهل السنة إن رسول الله(ص) نهى الناس عن كتابة حديثه, يروي مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:[لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ] وبهذا فرضوا حضرا شديدا على السنة النبوية ولم تكتب السنة النبوية طيلة مايقارب القرن والنصف فإن بدء رفع الحضر كان على يد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز ثم بدأ التدوين الفعلي في عهد المنصور العباسي فكتبت السنن والمسانيد وصنفت الكتب فلم تدون السنة طيلة هذه الفترة وخلال هذه الفترة إنقرض جيل الصحابة أو كاد ومن المعلوم أيضا أن السنة كانت مفرقة في صدور الصحابة كما يزعم أهل السنة فلم تكن مجموعة عند أحد بعينه فكان الصحابي يعرف الحديث أوالحديثين أوالعشر ويختص بها دون غيره من الصحابة فبموت هذا الصحابي تندثر سنة النبي التي يحفظها كما أن هذا البعد بين زمن الصدور وزمن التدوين زاد الوسائط بين النبي وبين الصحابي وكثرة الكذابة على النبي(ص)وكثرة الكذب على النبي ظاهرة موجودة بكثرة عند أهل السنة ويعيشونها ولاسبيل لهم إلى إنكارها وقد صنفوا المصنفات والكتب الكثيرة لمعالجة هذه الظاهرة فمن تبعات تأخر هذا التدوين كثرة الكذابة على النبي(ص)وهذا يستوجب جهودا مظنية ومشاق كبيرة في تنقيح الأحاديث عند أهل السنة فأول العوامل التي ضيعت شريعة النبي الخاتم عند أهل السنة هو منع كتابة الحديث وتدوينه وهذه الدعوى- أعني منع النبي من تدوين سنته- لايقبلها عقل ولابرهان بل يوجد فيما رواه أهل السنة من روايات مايدحضها ويكذبها
فدعونا نتوقف في هذه الحلقة لنطرح مجموعة من التساؤلات ونتأملها ونرى في ضوء هذه الأسئلة هل يمكن أن يصدر هذا المنع من النبي الخاتم(ص)؟؟
إن سنة النبي الكريم(ص)هي المصدر الثاني من مصادر التشريع عند المسلمين وهي عبارة عن قول النبي وفعله وتقريره فإذا كانت السنة بهذه المثابة وبهذه المكانة والأهمية فهل يعقل أن يمنع النبي من تدوينها؟؟
وإذا كان النبي(ص)قد قال على مايروي أهل السنة في كتبهم وينشرونه على منابرهم ويسوقونه للأمة على أنه هو الصيغة الرسمية لحديث الثقلين والتي صدرت من النبي ويستميتون في سبيل تصحيحها أنه ترك الكتاب والسنة أن رسول الله ترك الكتاب والسنة
على مايرويه مالك في الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي تحقيق الدكتور بشار عواد معروف ص480 طبعة دار المغرب الإسلامي:وحدثني عن مالك أنه بلغه أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:[تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ].
فكيف يأمر النبي بالتمسك بسنته وفي الوقت نفسه ينهى عن كتابة سنته بل عن التحديث بها؟؟
إذا كان القرآن الكريم يحث المسلمين على كتابة مايتداينون به فيما بينهم يقول تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ ]ثم يعود ويؤكد أن لايسأم المسلمون من كتابة الدين فيقول:[وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ]فأذا كان الله تعالى يأمر بكتابة مقدار المال عند الدين فما بالكم بسنة النبي التي هي تالي القرآن منزلة وحجية؟؟
موضوع: أهل السنة وتضييعهم للسنة(۱) 
